معهد سكيورتي العرب | وظائف خالية
وظائف 2018 سوق السيارات عقارات 2018 الارشيف البحث
اسم العضو:  
كلمة المرور:     
تسجيل المساعدة قائمة الأعضاء اظهار المشاركات الجديدة اظهارمشاركات اليوم

فهلوة البرمجة العصبية


فهلوة البرمجة العصبية
التوقيت الحالي : 10-14-2024, 09:20 PM
مستخدمين يتصفحوا هذا الموضوع: 1 ضيف
الكاتب: العملاق
آخر رد: العملاق
الردود : 0
المشاهدات : 2107

إضافة رد 

فهلوة البرمجة العصبية

الكاتب الموضوع

رقم العضوية :25
الاقامة :
التواجد : غير متصل
معلومات العضو
المشاركات : 1,648
الإنتساب : Dec 2010
السمعة : 0


بيانات موقعي اسم الموقع :
اصدار المنتدى :

مشاركات : #1
فهلوة البرمجة العصبية

فهلوة البرمجة العصبية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

فهلوة البرمجة العصبية


كان مسترخيا على سريره يقرأ في إحدى كتب البرمجة اللغوية العصبية وشيئا فشيئا لمعت عيناه وأصابته سعادة غامرة وظل يردد: "أنا غني".. "أنا غنيي".. "أناااا غنيييييي".. "أناااااااااا غنييييييييي", وقام يرقص فرحا وطربا وفي يده الكتاب إلى أن أفاق على طرقات عنيفة على الباب وفتح ليجد زميله يطالبه بدين عليه عجز عن سداده. هذا الموقف الكوميدي الذي أداه الفنان الموهوب أحمد حلمي في أحد أفلامه يكثف كل عناصر الموضوع بدقة وأمانة وخفة ظل, وإذا كانت الرسالة قد وصلت فلا داعي لاستكمال بقية المقال.

من علم النفس إلى التسويق
كنت (ومازلت مع بعض التحفظات) من المتحمسين جدا لموضوع البرمجة اللغوية العصبية وما ترتب عليه من برامج للتنمية البشرية على اعتبار أنها جهود تسعى إلى تحسين نوعية البشر وتحسين أفكارهم والارتقاء بمشاعرهم وشحذ هممهم, وتخليصهم من الأفكار السلبية التي تعطل حركتهم, واعتبرت أن تلك البرمجة هي امتداد لرسالة علم النفس في محاولته للارتقاء بالبشر وخاصة أن علماء النفس رغم إنجازاتهم العظيمة على المستوى الأكاديمي والعلاجي لم يستطيعوا توصيل علومهم إلى عموم الناس ربما لصعوبة اللغة أو صعوبة التواصل أو نقص مهارات التوصيل, وربما لأنهم اكتفوا بتوجيه ناتج العلوم النفسية لعلاج المرضى النفسيين على الرغم من أنه ثبت أن علم النفس به فائض هائل يمكن أن يفيد الأصحاء في تحسين أحوالهم.

وفي السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بدراسة النماذج البشرية الناجحة والتي وصلت إلى قمة الإنجاز الإنساني المتاحة في عصرها وذلك لاستخراج قوانين التفوق والإنجاز ليستفيد منه عموم الناس, ونشأت فروع مثل علم نفس النمو, وعلم النفس الاجتماعي, وعلم النفس الصناعي, وعلم النفس السياسي, وعلم النفس الديني, وعلم النفس الإيجابي, والخبرات القمية, وغيرها. ومن هنا التقط هذا الخيط أصحاب البرمجة اللغوية العصبية وحاولوا الاستفادة من العلوم النفسية بمزجها بالعلوم الإدارية والعلوم الاجتماعية ثم تبسيط هذه العلوم في خليط يسهل تسويقه للناس في صورة ندوات ومحاضرات وورش عمل, ثم إعطاء دورات تمنح على إثرها شهادات تعطي لصاحبها الحق في أن يصبح مدربا لغيره.

وكل هذا يدور في إطار ذاتي بعيدا عن المؤسسات العلمية الراسخة مثل الجامعات ومراكز الأبحاث والتي ظلت متشككة في أصالة ودقة البرمجة اللغوية العصبية وفي برامج التنمية البشرية, ولذلك لم تدخل هذه الأشياء ضمن المحتوى العلمي لتلك المؤسسات, ولهذا ظلت جهودا ذاتية واجتهادات شخصية مرسلة في أغلبها, وقد ترتكز على بعض الأصول النفسية وخاصة العلاج السلوكي المعرفي أو على بعض التيارات النفسية الفلسفية كالمدرسة الوجودية والمدرسة الإنسانية, ولكنها لا تلتزم طوال الوقت بحدود تلك المدارس فتجنح يمينا ويسارا طبقا للأمزجة الشخصية واستنادا لقواعد تسويقية. والحق يقال أن من قاموا بمهمة المزج والتبسيط والتسويق كانوا أكثر قدرة ومهارة في نقل المادة المراد تسويقها إلى أكبر عدد من الناس عبر قاعات التدريب والوسائط الإعلامية المختلفة, واستخدموا في ذلك لغة الناس اليومية, واستبعدوا المصطلحات النفسية والإدارية الصعبة.

ومع هذا فقد خالط تلك البرامج الكثير من الأخطاء والمغالطات (ستتضح تداعياتها لاحقا) على الرغم من أنها تحاول الظهور بالمظهر العلمي الدقيق, ولكن الحقيقة أنها أصيبت بفيروسات هائلة نظرا لرفضها الدخول تحت مظلة العلم المنهجي, تلك المظلة التي تضمن وجود برامج مضادة للفيروسات, بمعنى أن المنهجية العلمية تضمن عدم الشطط وعدم الخضوع للتحيزات الشخصية كما تضمن مصداقية النتائج وثباتها.

لعبة الثلاث ورقات
في أحد الندوات العامة وقف أحد مدربي البرمجة اللغوية العصبية وقال مزهوا ومتحديا: إذا كان أحد الحاضرين يشكو من الرهاب الاجتماعي (الرهبة والقلق من الحديث أمام الناس) فليأتني هنا على المنصة وسأعالجه في ثلاث دقائق باستخدام قوانين البرمجة (ولا داعي للعلاج النفسي الذي يأخذ وقتا وجهدا ومالا), فخرج له اثنان من الشباب وبدأ يطلب من كليهما أن يأخذا نفسا عميقا وأن يشعرا بالإسترخاء وهما مغمضا العينين وأن يستلهما قوة عقلهما الباطن ليقللا من مخاوفهما من الناس وأن يرفعا أيديهما إلى أعلى ثم ينزلانها إلى أسفل, ثم بعد ذلك طلب أن يفتحا أعينهما ويتحدثا إلى الناس, ثم هنأهما بحماس معلنا أنهما قد شفيا تماما من حالة الرهاب الاجتماعي.

إذن فبعض المدربين يمارسون قواعد الفهلوة في عملهم ولسان حالهم يقول: "إحنا اللي دهنا الهوا دوكو".. "بنعبي الشمس في قزايز".. "بنعمل من الفسيخ شربات".. "إحنا اللي بنمشي النمل طوابير".. "بنفهمها وهي طايره".....

.

وأكبر دليل على فشل هذا الحل السحري (من جانب أصحاب البرمجة أو مسخري الجن) هو أننا لم نرهم أعظم ولا أغنى ولا أعلم البشر في المجالات المختلفة, وإن ادّعوا النجاح الهائل والعظمة والغنى والقدرة فإنما هي تهويماتهم الشخصية وتضخيمات ذواتهم التي لا يؤيدها الدليل, فبعضهم يدّعي في كل مكان حصوله على الدكتوراه في حين أنه خريج معهد متوسط وحصل على بعض دورات من معاهد خاصة سماها دكتوراه, وبعضهم يدّعي أنه قام بتدريب الملايين على مستوى العالم وبأنه غيّر في مناهج وأساليب إدارة الفنادق والشركات الكبرى, وهو في الحقيقة لم ير إلا مجموعة من الهواة مثله, وفوق ذلك هو فهلوي قدير. وكما هو الحال في فنون السحر وتسخير الجن فإن القائمين عليها يحتاجون من دونهم للحصول على لقمة عيشهم, ولا يحققون على مستواهم الشخصي ما يلوحون به لأتباعهم ومريديهم.

والحياة الواقعية تؤكد أن النجاح الشخصي والعام له قوانين موضوعية قوامها الوعي والانتباه وصحة الإدراك والتفكير وذكاء المشاعر والقدرة على التخطيط السليم ثم القدرة على التنفيذ بصبر ومثابرة, والقدرة على العمل الجماعي المثمر, والقدرة على المتابعة والتطوير من خلال التغذية الاسترجاعية, وأن الناجحين في التاريخ الإنساني لم يتموا إنجازاتهم بشكل فهلوي سريع أو سحري خاطف وإنما فعلوا ما فعلوه بالجهد المتواصل والمثابر وبالتفكير العلمي الواقعي والموضوعي والمتواضع وبتحمل الإحباط والفشل, ولم يثبت أنهم فعلوا ذلك بعد قراءة "الأسرار السبعة للعقل الباطن" أو "المفاتيح العشرة للتفوق" .

العلم الكاذب والرغبة في الإبهار
يعمد كثيرون من المشتغلين بالبرمجة اللغوية العصبية أو التنمية البشرية المبنية عليها أن يضمنوا كتبهم وأقوالهم بعض الأرقام أو الإحصاءات أو المعلومات لإعطاء ما يقولونه صبغة العلم معتمدين على جهل قرائهم ومستمعيهم بالأرقام والإحصاءات الصحيحة أو بالحقائق العلمية كأن يقول أحدهم أن المخ يحتوي على 150 مليار خلية عصبية (وهو رقم لم يتأكد), أو يقول آخر بأن النيكوتين يضعف الذاكرة (وهي مقولة ثبت عكسها, وإن كان للنيكوتين أضرار أخرى كثيرة غير هذا الأمر). وكثير منهم يستخدم الأرقام بطريقة عشوائية وشخصية وغير موثقة, ومع هذا يستخدمها بجرأة وطلاقة توحي للمستمعين أو للقراء باستناد القائل إلى صحيح العلم وإلى المؤكد من الإحصاءات والتجارب, وهو ليس كذلك. وحتى إن استند أصحاب البرمجة إلى بعض الحقائق العلمية الصحيحة جزئيا فإنهم يوظفون ذلك بشكل غير علمي للوصول إلى ما يريدون إقناع المتلقي به وإبهاره إن أمكن. والعلم الحقيقي ليس فيه هذه الرغبة في الإبهار, وإنما يتميز بكونه موضوعيا ومتواضعا ونسبيا وقابلا للنقد والتغير, ومع هذا يحمل إمكانات التغيير والنمو والتطور بشكل متدرج ومنطقي وتراكمي ومتصاعد ومؤثر, أما شبه العلم أو العلم الكاذب فإنه يميل للأقوال والمفاهيم المطلقة, والألفاظ الرنانة, والشعارات الضخمة, وهو مثل بالونة هائلة وملونة ولكنها مجرد هواء.

عمل من لا عمل له
وعلى الرغم من أن الرواد الأوائل في البرمجة اللغوية العصبية كانت لهم ثمة صلة بالعلوم النفسية والعلوم الإدارية بشكل حقيقي, إلا أن غياب الثوابت والمعايير والقواعد في هذا الأمر أدى إلى تسلل أعداد هائلة من أنصاف المحترفين أو الهواة أو المغامرين أو راغبي المكسب السريع أو الشهرة, بحيث أصبح العمل في البرمجة أو التنمية البشرية وظيفة يلجأ إليها كثيرون ممن لم يجدوا فرص عمل أخرى مناسبة, إذ لا يكلف الأمر غير شقة يكتب عليها "المركز الفلاني للتدريب والتنمية البشرية" ويعمل فيها بعض الشباب الذين حضروا بعض الندوات أو ورش العمل أو قرأو كتاب "الأسرار السبعة" أو "المفاتيح العشرة" ومعهم شهادات حصلوا عليها من أشخاص أو معاهد لا تحظى بمصداقية خارج حدود ذاتها؛

وأدى هذا إلى نمو عشوائي استرزاقي لمراكز التدريب وبرامج التنمية البشرية, وتسللت الفيروسات الفكرية والإيهامات والإيحاءات والتهويمات, وأصبح الهم الأكبر هو إقناع العميل (الزبون الضحية) بأنه يتلقى علما راسخا ومبادئ وقواعد محددة ومؤكدة تنقله فورا من الفشل الذريع إلى النجاح الباهر والمؤكد, وأن تملكه لمفاتيح وأسرار هذه البرمجة ستجعل العالم ملك يديه يحركه كيف يشاء, ولم لا وقد فهم أسرار عقله الباطن وأطلق طاقاته غير المحدودة. وهو عمل مربح في الأغلب وجالب للشهرة في ذات الوقت لأنه يلعب على وتر مهم وهو رغبة الناس في النجاح من أقصر طريق وبأقل جهد، ويا حبذا لو كان ذلك من خلال قوة خفية كقوة العقل الباطن اللامحدودة (كما يوهمهم المدرب), وهم في حالة حلم لذيذ بالنجاح والثروة في حين لا يحقق ذلك إلا المدرب بحصوله على أموالهم.

ولا توجد نقابة أو هيئة أو مؤسسة موثوق بها تمنح تراخيص العمل لمراكز التدريب أو تغلقها إن هي خالفت الشروط والمواصفات, ولا توجد أخلاقيات للمهنة تحدد المقبول والمرفوض فيها, ولا توجد جهة رقابية تحاسب المخطئين والمدّعين, ولهذا فنحن في منطقة ضبابية تشبه إلى حد كبير مناطق العلاج بالأعشاب وإخراج الجن وعمل السحر ولكن بشكل عصري جذّاب وبأسلوب شبه علمي أو نصف علمي . وقد يكون هذا النشاط قد فتح بابا واسعا للشباب الذين لا يجدون فرصة عمل, وفتح لهم أيضا بابا للشهرة الواسعة وربما الثراء السريع, ولكن اتصاله بسوق العمل الحقيقي وبالإنجاز الواقعي تحوطه الكثير من علامات الاستفهام.


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
البرمجة الايجابية في تربية الرسول صلى اللله علية وسلم
اسس البرمجة اللغوية العصبية
04-14-2011 12:18 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
إضافة رد 






سوق العرب | معهد سكيورتى العرب | وظائف خالية © 2024.
Google