أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

الملف الشخصي · 07-23-2011 05:33 PM

أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

قال أحدهم يوما : " إنما جعل السلفُ القرءانَ رسائل ربهم , يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار "

رسائل يا إخوة

إنها رسائل من الله تعالى الغنى البر التواب

إلى عبيده الضعفاء الفقراء المذنبين المحتاجين إليه

تعالوا لنتدبر ونقف ونرى ماذا أرسل لنا ربنا ؟

" أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "

الرسالة الأولى : هذه الآية ليست لك .

الرسالة الثانية : " إِلَى اللهِ " يا عباد الله

الرسالة الثالثة : والله غفور رحيم

هذا فقط ما وقفت عليه وما وصلت إليه وإلا فالمعانى التى يمكن أن نعيشها كثيرة غير محصورة

الرسالة الأولى
هذه الآية ليست لك

أى نعم ليست لك انظر إلى الآيات السابقة لها مباشرة

إنها تتحدث عن النصارى الذى الذين زعموا أن الله تعالى ثالث ثلاثة وأن المسيح ابن الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

يقول الله تعالى : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "

ثم عقب الله تعالى الرحيم بهذا النداء اللطيف

" أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "

أفلا يتوبون : ألا يريد هؤلاء يتوبوا ويعودوا إلىّ ؟ كفاهم عنادا ومكابرة وتعديا

ما أرحمك يارب

تدعو عُبَّادَ الصليب الذين فعلوا وفعلوا إلى التوبة وتعدهم بالمغفرة إذا تابوا إليك وأنابوا إليك

فما بالنا نحن ؟

نحن الذين شهدنا أن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله

بعد كل هذا نبتعد ولا نقترب ؟!!!!

الرسالة الثانية
إلى الله يا عباد الله

فهل لك من وجهة غير وجهته تتوجه إليها ؟

وهل لك من أحد غيره تلجأ إليه وتلوذ به ؟

هو الذى يتقرب إلي عباده ويتودد إليهم إذا أقبلوا عليه فلماذا لا نقبل ؟

يقول الله تعالى :" من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى , ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم , ومن تقرب إلىّ شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب إلىّ ذراعا تقربت منه باعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة " أخرجه البخارى

يبسط يده لك

تخيل لو أن أحدا مد إليك يده ثم رفضت أنت أن تسلم عليه وأن تقبل عليه

ما موقفه منك ؟

قطعا سيغضب ولن يمد يده لك ثانية حتى لو كان متأكدا أنك ستسلم عليه

هذا مثال

وهؤلاء هم البشر

لكن رب البشر ليس كذلك

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم

انظر وتأمل إنه يحفظك ويتولى أمرك

ولو جازاك بمعصيتك ما ترك على الأرض أحدا

لكنه رحيم كريم سبحانه سبحانه

" وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظصلى الله عليه وسلمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ "

يفرح بتوبتك إذا أقبلت عليه ورجعت إليه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ‏ "

الرسالة الثالثة
والله غفور رحيم

إياك أن تقف فى وجه نفسك

وتقول : ذنوبى ثقال ولا أظن أن الله يغفر لى

ختم الله تعالى هذه الآية ليطمئن كل المقبلين عليه

يعدهم بمغفرته ووده

وأنهم إذا عادوا وجدوا ربا غفورا رحيما

فلا تقنط ولا تيأس

إياك أن تكون ممن يظن بربه شرا

فربما كانت هذه هى المهلكة دون سائر المهلكات

أسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين وأن يسددنا ويهدينا إلى سواء السبيل إنه حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته