سوق العرب | معهد سكيورتى العرب | وظائف خالية

نسخة كاملة: إذا لم تجد القدوة.. كُنِ القدوة
أنت حالياً تتصفح نسخة خفيفة من المنتدى . مشاهدة نسخة كاملة مع جميع الأشكال الجمالية.
بسم الله الرحمن الرحيم:

إذا لم تجد القدوة.. كُنِ القدوة .. ؟؟
لا نظنّك تعدم القدوة في أيّ وقت وفي أيّ مكان، فالأنبياء والأئمة (ع) والصالحون من عباد الله الذين خلّد التاريخ ذكرهم، قدوات خالدة، وليست قدوات لمقاطع زمنية محدّدة، ولو كانوا قد انتهوا كقدوات لما كان الله سبحانه وتعالى يطلب منّا التأسّي بهم رغم البعد الزمني الذي تجاوز آلاف السنين.
وعلى فرض أنّك لم تجد في محيطك قدوة تتأسّى بها وتكون مثالك الذي تقتفي خطواته، فلتصنع من نفسك قدوة لغيرك، أي حاول أن تؤسِّس للقدوة في المحيط الإجتماعي والعملي الذي أنت فيه، بل حتى مع وجود القدوات الصالحة. ليعمل كلٌّ منّا في أن يكون قدوة منافسة في الخيرات.
إنّ زيادة قدوة أخرى يزيد في رصيد القدوات الصالحة بين الناس، ويرفع المجتمع من درجة تقليدي يراوح مكانه، إلى مجتمع يرتقي إلى الأعلى، ذلك أنّ القدوة هي نموذج نوعي تصنعه جهود كبيرة وسعي متواصل لنيل الدرجات العُلى.
ألم تقرأ في كتاب الله المجيد قوله تعالى: (واجعلنا للمتَّقِين إماما) (الفرقان/ 74)، فأنت لا تطلب أن تكون تقيّا وحسب، بل أن تكون قدوة وأسوة للمتّقين، فالإمامة مثل أعلى، والمأموم في حالة إقتداء مستمر بالإمام، لكنّه وهو يقتدي بغيره لابدّ أن يكون قدوة لغيره.
واللافت في الآية الكريمة أنّ الطلب يمثل مستوى الطموح، فالإمامة المطلوبة ليست للمسلمين، أو المؤمنين، بل للمتقين، فإذا كانت التقوى هي معيار التفاضل بين الناس وفقاً لقوله تعالى: (إنَّ أكرمكُم عِنْدَ الله أتقاكُم) (الحجرات/ 13)، فإنّك يمكن أن تكون قدوة لأفضل الناس وأحسنهم وأكرمهم، والطريق إلى ذلك مفتوح، وليس حكراً على أحد.
هل تفكّر أن تكون قدوة للمتقين الصالحين؟
ليس مع العزيمة والإرادة مستحيل.
روابط المرجعيات